نجلس دائما انا ورفاقي على سطح منزلنا وننظر الى التلة مقابلنا تلك التلة المليئة بالاشجار والعصافير والتي يفصلها عن القرية شارع رئيسي يمر منه احيانا دوريات اسرائيلية وبعض الاحيان يكون الشارع فارغا.
فقال سمير:لم لا نجازف يوما ونحاول الوصول الى التلة ونجلس بين الاشجار ونحضر ابريقا من الشاي على الحطب
.فقال عصام: كيف نذهب هناك؟وهو محظور علينا وصولها
فقلت انا : لم لا,فصحيح انه محظور علينا وصولها ولكن لا يوجد اشارةاو علامة تعرف بعدم الاقتراب منها.
والان كان الجواب الاجماع نحن والاصدقاء على الذهاب لتحضير ابريق من الشاي وبالطبع قمنا باحضار المستلزمات لذالك.
وكنت املك دراجة جميلة وكذالك الحال مع سمير.
فانطلقنا على دراجاتنا ,اما باقي الرفقة فذهبو مشيا على الاقدام وعند وصولنا قمنا باختيار موقع جميل وبدأنا اولا بتجميع القليل من الحطب واشعاله . وهكذا اشعلنا النار ووضعنا الابريق على الحطب وبدأنا ننتظر غليان الماء.
واذا بصوت صافرات الجنود والدوريات الاسرائيلية تقترب نحو المنطقة فكان هذا المتوقع
ففزع اصدقائي للهروب ومع انني اخبرتهم انه لا داعي للهرب فعندما يصلون الينا سنخبرهم بكل بساطة بأننا نحضر ابريق من الشاي لا أكثر.
ولكن من سمع لكلامي؟؟ لا احد فالكل فر هاربا وانا بالطبع اضطررت للفرار معهم والا سأبقى وحدي .
ولكن المشكلة الاكبر اننا فرررنا ركضا على الاقدام وتركنا دراجتنا خلفنا .
وعند وصولنا الى القرية بدأنا نتساءل كيف سنرجع دراجاتنا .
فقال سمير:انا سأستغني عنها فلن اجازف بحياتي واذهب الى مركز الشرطة اليهودية .
طوال الليل لم ان وانا افكر بدراجتي فهي اعز ما املك كيف اتخلى عنها بهذه السهولة ؟
وفي صباح اليوم التالي شاع الخبر بين اهل القرية وكانو يتداولون الكلام فيما بينهم انا السلطات الاسرائيلية وجدت قنبلة كان احد المناضلين يحاول تفجيرها .
الان ازداد الامر تعقيدا ولكني لم اكترث فذهب الى سمير لاقناعه بالذهاب معي الى مركز الشرطة اليهودية للمطاالبة بدراجاتنا .فقال لي:كيف سنذهب فهم اتهمونا كنا نحاول تفجير قنبلة
وبعد الحاحي الشديد عليه واقناعه بالذهاب معي وصلنا الى المركز فسألنا الحارس هنالك ماذا تريدان؟فأجبناه باننا نريد دراجاتنا التي نسيناها بالتلة بينما كنا فيها امس؟
فأجاب بوجه غاضب:انتم من كان هناك بالامس؟
فاجبناه :نعم
قال:وتأتون بهذه الوقاحة لتطالبون بدرجاتكم بعد ما فعلتموه.هز رأسه وقال :حسنا انتظراني ساخبر القائد بذالك
انتظرنا بعد الدقائق ورجع الينا الحارس وامرنا بالدخول ..............
وفي الداخل لم نتوقع ما فعله بنا المدعو بالقائد . فبعدما ابتسم في وجهنا في البداية وسمع قصتنا وعرف اسماء باقي اصدقائنا وعرف هدفنا بانه مجرد اللهو من مجموعة من الصبية.
نادى باحد الجنود الذي توقعنا منه بانه سيأمره باحضار الدراجات لنا ولكن قام بأمره بأخدنا والرمي بنا بالزنزلنة,وامر بدورية من الجنود بالذهاب الى القرية واعتقال بقية اصدقائنا.
كتبت هذه القصة بيد الكاتبة لبنى نواره تحكي واقع اهل فلسطين الذين يعيشونه تحت وطأة الاحتلال فهذه احلام الطفولة لشعبنا يا عرب.
.
الرئيسية 
